کد مطلب:240947 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124

جعل نفس علی کنفسه
روی الشیخ الصدوق كلام الرضا علیه السلام المشتمل علی الاستدلال بالآیات القرآنیة حول العترة الطاهرة و فضلها علی سائر الناس منها الاثنتا عشرة آیة، و قد ذكرنا الأولی و الثانیة عند الحكمة المستخرجة: «فضل بعد طهارة تنتظر». [1] قال علیه السلام:

«و أما الثالثة فحین میز الله الطاهرین من خلقه فأمر نبیه بالمباهلة بهم فی آیة الابتهال فقال عزوجل: یا محمد «فمن حاجك فیه من بعد جاءك [2] من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علی الكذبین». [3] فبرز [أبرز [4] [ النبی - صلی الله علیه و آله - علیا و الحسن و الحسین و فاطمة صلوات الله علیهم، و قرن أنفسهم بنفسه.

فهل تدرون ما معنی قوله: «و أنفسنا و أنفسكم»؟ قالت العلماء: عنی به نفسه، فقال أبوالحسن علیه السلام: لقد غلطتم، إنما عنی بها علی بن أبی طالب - علیه السلام - و مما یدل علی ذلك قول النبی - صلی الله علیه و آله - حین قال: «لینتهن بنو ولیعة: أو لأبعثن إلیهم رجلا كنفسی» یعنی علی بن أبی طالب - علیه السلام- و عنی بالأبناء الحسن و الحسین - علیهماالسلام - و عنی بالنساء فاطمة -علیهاالسلام- فهذه خصوصیة لا یتقدمهم فیها أحد و فضل لایلحقهم فیه بشر، و شرف لایسبقهم خلق إذ جعل نفس علی - علیه السلام- كنفسه - صلی الله علیه و آله - فهذه الثالثة» [5] .

الحدیث النبوی المأثور فی بنی ولیعة ذكرناه فی كتابنا «الأمثال النبویة»



[ صفحه 221]



عند كلمة «لتنتهن یا بنی ولیعة أو لأبعثن [علیكم] رجلا كنفسی». [6] و تعرضنا فیه إلی حدیث الرضا علیه السلام المبحوث و حدیث الهادی علیه السلام.

و ظاهر تنزیل شی ء بشی ء هو تنزیل فی جمیع الآثار الكائنة فی المنزل به و أنها ثابتة للمنزل خصوصا المعقب بالاستثناء كما فی حدیث المنزلة النبوی المأثور فی علی علیه السلام: «أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لانبی بعدی». [7] فله الفضائل النبویة سوی النبوة بنص الحدیث و كذا إذا نزله منزلة النفس النبویة كما فی الآیة المذكورة و لو لا أنه قد علم بالدلیل النقلی و العیان الذی هو أدل من البیان أن علیا وصی و خلیفة لانبی لقلنا بعموم التنزیل فیها أیضا.

فی حدیث بنی ولیعة حیث قال صلی الله علیه و آله: «كنفسی» و قد سأل المأمون الرضا علیه السلام بما یخص الآیة و من أجله نذكره:

روی المجلسی صورة السؤال و الجواب بمایلی:

و قال المأمون یوما للرضا علیه السلام: أخبرنی بأكبر فضیلة لأمیرالمؤمنین یدل علیها القرآن، قال: فقال له الرضا علیه السلام: فضیلة فی المباهلة قال الله جل جلاله «فمن حاجك فیه» الآیة فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله الحسن و الحسین علیهماالسلام فكانا ابنیه، و دعا فاطمة علیهماالسلام فكانت فی هذا الموضع نساءه، و دعا أمیرالمؤمنین علیه السلام فكان نفسه بحكم الله عزوجل فثبت أنه لیس أحد من خلق الله تعالی أجل من رسول الله صلی الله علیه و آله و أفضل، فواجب أن لایكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلی الله علیه و آله بحكم الله عزوجل.

قال: فقال المأمون: ألیس قد ذكر الله تعالی الأبناء بلفظ الجمع، و إنما دعا رسول الله صلی الله علیه و آله ابنیه خاصه و ذكر النساء بلفظ الجمع، و إنما دعا رسول الله صلی الله علیه و آله ابنته وحدها فألا جاز أن یذكر الدعاء لمن هو نفسه و یكون المراد نفسه وفی الحقیقة دون غیره، فلا یكون لأمیرالمؤمنین علیه السلام ما ذكرت من الفضل.

قال: فقال الرضا علیه السلام: لیس یصح ما ذكرت یا أمیرالمؤمنین؛ و ذلك أن الداعی إنما یكون داعیا لغیره، كما أن الآمر آمر لغیره، و لایصح أن یكون داعیا لنفسه فی الحقیقة كما لایكون آمرا لها فی الحقیقة و إذا لم یدع رسول الله صلی الله علیه و آله رجلا



[ صفحه 222]



فی المباهلة إلا أمیرالمؤمنین علیه السلام فقد ثبت أنه نفسه التی عناها الله سبحانه فی كتابه، و جعل [له] حكمه ذلك فی تنزیله.

قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال» [8] .

و قد روی عن المأمون نفسه أنه استدل لجماعة جمعهم للمناظرة فی أفضلیة أمیرالمؤمنین علیه السلام و خلافته بلافصل بآیة أنفسنا قیل: قال: «و هو نفس رسول الله صلی الله علیه و آله فی یوم المباهلة» [9] .

قال القاضی التستری الشهید: السادسة آیة المباهلة أجمع المفسرون علی أن أبناءنا إشارة الی الحسن و الحسین علیهماالسلام و نساءنا إشارة إلی فاطمة علیهاالسلام، و أنفسنا إشارة إلی علی علیه السلام فجعله الله تعالی نفس محمد صلی الله علیه و آله و المراد المساواة: و مساوی الأكمل و الأولی بالتصرف أكمل و أولی بالتصرف، و هذه الآیة من أدل دلیل علی علو رتبة مولانا امیرالمؤمنین علیه السلام لأنه تعالی حكم بالمساواة لنفس رسول الله صلی الله علیه و آله و أنه تعالی عینه فی استعانة النبی صلی الله علیه و آله فی الدعاء و أی فضیلة أعظم من أن یأمر الله تعالی نبیه أن یستعین به علی الدعاء إلیه و التوسل به و لمن حصلت هذه المرتبة [10] .

و قال البیضاوی: لاشك أن علیا لیس نفس محمد بعینه بل المراد به أن علیا بمنزلة النبی و أن علیا هو أقرب الناس الی رسول فضلا و اذا كان كذلك كان أفضل الخلق بعده [11] .

و إذا كان كذلك كان هو المتعین لمنصب الخلافة إذ الأفضل الأكمل هو الجدیر بها عقلا و نقلا.



[ صفحه 223]




[1] حرف الفاء مع الضاد.

[2] «من العلم» من النسخة ساقط.

[3] آل عمران: 61.

[4] كما في تحف العقول 429.

[5] عيون أخبار الرضا 182:1.

[6] ج 126:2، رقم المثل. 44، حرف اللام مع التاء.

[7] إحقاق الحق 21 - 18/16.

[8] البحار 189 - 188/49.

[9] البحار 210:49.

[10] إحقاق الحق 46:3و62.

[11] احقاق الحق 147:14. نقلا عن كتابه (طوالع الأنوار) مخطوط.

ثم المباهلة اليوم الرابع و العشرون من ذي الحجة و قيل الخامس و العشرون و الأول أشهر. وصفة المباهلة: أنم تشبك أصابعك في أصابع من تباهله و تقول: «اللهم رب السموات السبع و الأرضين السبع و رب العرش العظيم إن كان فلان جحد الحق و كفر به فأنزل عليه حسبانا من السماء و عذابا أليما» كذا في الحديث.

و الوقف بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس. كذا في مجمع البحرين للشيخ الطريحيي في (بهل)، فراجع و في نبوي: «لو لاعنوا لمسخوا خنازير، و لأضرم الوادي نارا» إحقاق الحق 57:3.

و في المقام روايات لايسع ذكرها.